الأحد، 25 مارس 2012

مطلوب بطريركاً _ يوحنا ذهبي الفم

 

مطلوب بطريركاً

القديس يوحنا ذهبي الفم


"فأقاموا اثنين يوسف الذي يُدعى برسابا الملقب يوستُس، ومتياس. وصلوا قائلين "أيها الرب العارف قُلوب الجميع. عيِّن أنتَ من هذين الأثنين أيَّا اخترته، ليأخذ قُرعة هذه الخدمة والرسالة ... ثم ألقوا قُرعتهم فوقعت القرعة على متياس، فحُسب مع الأحد عشر رسولاً" (أع 1)

أقاموا اثنين .. لماذا لم يقيموا عدداً كبيراً؟ لكيما لا يمتد الشعور بالإحباط ويصل إلى كثيرين. وأيضاً ليس إعتباطاً أنه وضع متياس في الآخر، إذ أنه كثيراً ما يحدث أن يكون المكرم بين الناس هو أدنى أمام الله. 

وصلوا قائلين: أيها الرب العارف قلوب الجميع عيِّن أنت  .. وليس نحن  .. ومن المناسب جداً أنهم استخدموا عبارة "العارف قلوب الناس"، لأن من له هذه الصفة هو الذي بواسطته يتم الاختيار. كان الرسل واثقين جداً أن واحداً منهما يلزم أن يتعيَّن. 

وهم لم يقولوا "اختر"، بل قالوا "أظهر أيَّا منهما اخترته"، عالمين أن كل الأمور قد سبق الله فرتبها وعينها. 

"عيِّن أنتَ من هذين الأثنين أيَّا اخترته ليأخذ قُرعة هذه الخدمة والرسالة" .. إذ أنه كانت توجد أيضاً خدمات أخرى (الدياكونية)

ثم ألقوا قرعتهم .. إنهم تصرفوا هكذا لأنهم لم يعتبروا أنفسهم بعد أهلاً لأن يتم إخبارهم بواسطة علامة ما.

بالإضافة إلى هذا، إن كان إلقاء القرعة قد أفلح، في حالة أولئك الذين لم يقيموا صلاة ولم يكونوا أشخاص جديرين بالاحترام - وذلك لكونها عُملت بغرض مستقيم - أقصد حالة يونان، فكم بالأولى تفلح هنا. 

وهكذا بإلقاء القرعة تحدَّد الشخص الذي انضم لجماعة الاثني عشر، أما المرشح الآخر فلم يغتظ، لأن الرسل الذين كتبوا لنا العهد الجديد ما كانوا سيخفون مثل هذا الإخفاق عن أنفسهم - إذ أنهم قد اخبرونا عن اخفاق رئيس الرسل ذاته (بطرس)، وذكروا أنهم في مواقف أخرى اغتاظوا (مت 20، 26)، وذلك ليس مرة واحدة فقط بل مرة تلو الأخرى. 

ليتنا نحن أيضاً نقتني بهم. وأنا لا أوجه كلامي الآن للكل، بل لكل من يحبون الترقي (في المناصب الكهنوتية).

لو أنت تؤمن بأن الاختيار هو من الله، إذاً فلا يكن عندك إستياء. لأن إستياءك هو إستياء من الله (وليس من بشر). واغتياظك هو اغتياظ من الله، لأن الذي اختار هو الله. ما تفعله هو نفس الشيء الذي فعله قايين، لأنه عندما رأى أن ذبيحة أخيه تم تفضيلها على تقدمته، اغتاظ بينما كان ينبغي عليه أن يشعر بالانسحاق.


لكن ليس هذا هو ما أقصده هنا، بل أقصد أن الله يعرف كيف يُدبِّر الأمور للأفضل. في حالات كثيرة، تكون أنت في وضع أكثر تقديراً من الشخص الآخر لكن ليس بالشخص المناسب. ومن الناحية الأخرى، قد تكون حياتك لا غبار عليها، وعاداتك تختص بشخص حسن  التنشئة، لكن في الكنيسة ليس هذا هو كل ما هو مطلوب.


علاوة على ذلك، قد يكون شخص مهيأ لأمر ما، وشخص آخر لأمر آخر. ألا تلاحظ كم الأحاديث التي أوردها الكتاب المقدس عن هذا الموضوع؟

لكن اسمحوا لي أن أقول لماذا صار هذا الأمر هدفاً للمنافسة:

هذا لأننا نأتي للأسقفية ليس كمن يتعهد الأخوة  بالتدبير والإشراف، بل كمن يتولى منصباً للكرامة والراحة.

ألا تعرفوا أنه لا بدَّ للأسقف أن يهتم بكل الرعية وبأن يحمل أثقال الكل.


إذا غضب الآخرون فقد يُلتمس لهم الأعذار، أما الأسقف فلا عذر له.


لو أخطأ الآخرون، فقد يُلتمس لهم الأعذار، أما هو فلا عذر له.


لو تعرف هذا لن تتلهف على هذه الكرامة أو تجري وراءها.

كذلك الأسقف مُعرَّض لتهكم ألسنة الكل، وانتقاد الجميع له، سواء إن كانوا حكماء أو حمقى. وهو يُرهق بالهموم والاهتمامات الكثيرة كل يوم، بل وكل ليلة. وله كثيرون ممن يبغضونه وكثيرون من الحساد له. لا تكلمني عن أولئك الذين يتملقون الكل، ولا عن الذين يرغبون في النوم والاستكانة، الذين يتقدمون إلى هذا المنصب طلباً للراحة. ليس لنا شأن بهؤلاء، بل نحن نتكلم عن أولئك الذين يسهرون على نفوسكم، الذين يعتبرون أن سلامة رعيتهم وخيرها أكثر أهمية من سلامهم وخيرهم الشخصي. 

أخبروني من فضلكم، لنفترض أن إنساناً له عشرة أولاد يعيشون دائماً معه، وهم دائماً تحت اشرافه، مع ذلك يكون قلقاً ومضطرب البال من جهتهم، فماذا يكون أمر الأسقف الذي له مثل هذه الأعداد الغفيرة، ولا يعيشون معه تحت نفس السقف، لكن يدينون له بولا ء الطاعة - فماذا يجب عليه أن يكون! 

قد تقولون: لكنه مكرم من قِبلهم. 

حقاً، يا له من إكرام!! لماذا إذن يسيئون معاملته المعدمون والمتسولون علانية في السوق. ولماذا لا يوقف ألسنتهم آنذاك؟ نعم هذا هو عمل الأسقف أليس كذلك؟

وأيضاً، إذا لم يُعطِ للجميع، للعاطل والكادح على حد سواء، تجد ألوفاً يشتكونه من كل جانب. ولا يخشى أحد من أن يلومه ويتكلم عليه بالشر. بالنسبة للحكام المدنيين، يوجد الخوف (كرادع) أما في حالة الأساقفة لا يوجد شيء مثل هذا. أما الخوف من الله فلا يؤثر في الناس (للأسف) ولو بدرجة ضئيلة. 

ولماذا الحديث عن القلق المرتبط بالكلمة والعقيدة (وسلامتها)؟ وهو مُلقى عليه العمل الشاق المختص بالرسامات الكهنوتية. إذ ربما أنا شخص فقير وبائس وغير كفء،  أو الحال كما أقول. إن نفس الأسقف كمثل سفينة في عاصفة، يُلطم من كل جانب، إذ يلطمه الأصدقاء والأعداء، شعبه والغرباء عنه.

ألا يحكم الإمبراطور العالم كله بينما الأسقف يسوس مدينة واحدة؟ مع ذلك، فإن هموم الأسقف أكثر جداً من هموم الامبراطور ... لأنه بالنسبة للإمبراطور يوجد كثيرون يقدمون له العون، لأن كل شيء يسير بالقانون والسلطان، لكن لا شيء من هذا القبيل بالنسبة للأسقف، وليس له أيضاً سلطان يأمر به وينهي، بل هو إذا انفعل جداً يكون في عيون الناس إنساناً فظاً، وعلى العكس إذا لم ينفعل، فإنه يكون إنساناً بارد المشاعر! ويلزم لهذه المتضادات أن تجتمع فيه، لكيما لا يكون مُزدرى به، ولا مكروهاً من أحد. 

بالإضافة إلى ذلك، فإن متطلبات عمله تشغله، وكم من مرة يكون فيها مضطراً للغضب - سواء فعل ذلك أو لم يفعل. كم من مرة وهو يُعنّف ويلام!

إنني لا أتكلم إلا من واقع خبرتي الشخصية.


أنا لا أعتقد أن هناك الكثير من بين الأساقفة سيخلصون، بل إن كثيرين جداً منهم سيهلكون، والسبب هو أنها (الأسقفية) مسألة تتطلب عقلاً كبيراً.


كثيرة هي الضرورات التي تطرح الإنسان خارج مزاجه الطبيعي، وهو يحتاج لأن يكون له ألف عين من كل الجوانب.


ألا ترون عدد المؤهلات التي يجب توافرها في الأسقف؟ يلزمه أن يكون صالحاً للتعليم، وصبوراً وملازماً للكلمة الصادقة التي بحسب التعليم الصحيح.

كم يتطلب تحقيق هذه الشروط تعباً وكداً. وأيضاً، آخرون يخطئون وهو الذي يتحمل كل اللوم. وإن تجاوزنا عن كل شيء آخر، فماذا لو رحلت نفس بغير معمودية، ألا يقلب هذا الأمر كيانه ويقوِّض إمكانية خلاصه؟ إن هلاك نفس واحدة يجلب معه عقوبة لا تستطيع لغة أن تصفها. لأنه إن كان خلاص هذه النفس لها مثل هذه القيمة: إن ابن الله صار إنساناً وتألم كثيراً جداً، فكم يكون العقاب الذي يجلبه خسارتها شديداً! وإن كان في هذه الحياة الحاضرة من يتسبب في موت شخص يستحق الموت، فكم يكون الأمر بالأكثر فيما يتعلق بالعالم الآتي. لا تخبرني عن خطأ كاهن أو شماس، فخطأ كل هؤلاء يأتي على رأس من قام بسيامتهم. 

وقد يرث الأسقف عن سلفه مجموعة من الأشخاص غير مبالين. ما هي الإجراءات المناسب إتخاذها بالنسبة للتجاوزات الماضية؟ (فهنا مطبان) بحيث لا نجعل المذنب يفلت من العقاب، ولا نتسبب في عثرة للباقين. هل يجب قطعه (من رتبته) كأول خطوة؟ ليس هناك سبب فعلي لذلك في الوقت الحاضر. لكن هل يصح تركه هكذا؟ تقول: نعم، لأن الخطأ يقع على عاتق الأسقف الذي رسمه. وماذا بعد؟ هل يجب للمرء أن يرفض رسامته مرة أخرى، وأن يرفعه لدرجة أعلى في خدمته؟ هذا الفعل ينشر الأمر لكل الناس، أن هذا الشخص ذو طابع غير مبال، فنتسبب أيضاً في العثرة ولو بطريقة مختلفة. لكن هل المرء يرقيه لدرجة أعلى؟ هذا يجعل الأمر أكثر سوءاً. 

لو كان الناس يجرون فقط وراء مسئولية المنصب في حد ذاتها، لما كان أحد يقبلها بسهولة. لكن نحن نجري وراءها كما نجري وراء كرامات هذا العالم. وحينما نجري وراء تمجيد الناس لنا نخسر أنفسنا مع الله. أي شيء تستفيده من تمجيد الناس؟ من البديهي بطلانها وفراغها. عندما تشتهي رتبة الأسقفية، ضع في الكفة الآخرى الحساب الذي عليك تؤديه عنها بعد هذه الحياة. ووازن مقابلها سعادة الحياة الخالية من الكد والمشقة، وضع في الاعتبار المكيال المختلف للعقوبة. أقصد أنه حتى ولو أخطأت وأنت مجرد شخص عادي، فلن تكون لك نفس العقوبة لو أخطأت تلك الخطية عينها وأنت أسقف.


تذكر كم تحمل موسى، والحكمة التي أظهرها، والأعمال التي قام بها، لكن لاقترافه غلطة واحدة فقط، عوقب عقاباً شديداً، ليس لكون الخطية التي أخطأها كنت علانية، بل لكونها خطية قائد روحي. لأننا في الحقيقة، لا نُجازى بنفس العقوبة للخطايا العلنية والخفية. قد تكون الخطية هي نفس الخطية، لكن ضررها ليس واحداً. لكن الأسقف لا يمكن أن يخطئ بدون أن يلاحظه أحد. إن كان هو لا يفلت من الملامة دون أن يخطئ، فكم بالأولى لا يمكنه الافلات لو أخطأ. 

دعه يغضب، دعه يضحك، بل دعه يحلم حتى بلحظة هدنة أو راحة، ستجد كثيرين يزدرون به ويتهكمون عليه، كثيرون يحكمون عليه، كثيرون يمتدحون الأساقفة السابقين له ويسيئون إلى الأسقف الحالي، ليس لأنهم يرغبون في تمجيد أولئك، بل نكاية في الأسقف الحالي ومن باب التشهير به. وعلى رأي المثل: "الحرب حلوة للذين لم يختبروها". فإن الأسقفية جميلة في عيون من لم يجربونها. والناس عموماً لا يرونها كذلك بل يروننا كالرعاة الذين ذكرهم حزقيال، نأكل الشحم ونلبس الصوف ونذبح السمين (حز 34). من منا (نحن الأساقفة) لديه القوة ليبيِّن أنه اعتنى بقطيع المسيح مثلما اعتنى يعقوب بقطيع لابان؟ من منا يستطيع أن يخبر عن صقيع الليل؟ لا تحدثني عن السهرات وكل هذا الموكب. من الواضح أن العكس هو الصحيح.

الحكام ورؤساء المقاطعات لا يتمتعون بمثل الإكرام الذي يتمتع به من يسوس الكنيسة.  فإذا دخل الأسقف أحد القصور مع غيره فهو يدخل الأول. وإذا دخل بيوت الأشراف، فمن يكون غيره موضع الاكرام والأفضلية؟ كل هذه الأمور المحيطة بالأسقف تتسم بالخراب والفساد. لست أتكلم هكذا كمن يريد أن يضع الأساقفة في خزي، بل لكي أنجح في كبح تلهفكم على هذا المنصب. 

لأنك لو أفلحت في سعيك لنوال الأسقفية سواء بطرقك الشخصية أو بمساعدة شخص آخر، فحينئذ بأي ضمير وبأي عين ستتطلع في وجه من ساعدك للوصول إلى هذه الغاية؟ ما الذي ستتذرع به لتلتمس لنفسك العذر؟ لأن من رُفع لهذه الرتبة مكرهاً بالإجبار وليس بمواقفته الخاصة، ربما يكون لديه ما يدافع به عن نفسه.

تذكر ما حدث لسيمون الساحر. وماذا يعني أنك لم تقدم مالاً، لو أنت بدلاً من تقديم المال، توددت للأشخاص، ووضعت خططاً كثيرة للوصول إلى مأربك؟

"لتكن فضتك معك للهلاك" (أع 8). هكذا قيل له، وهكذا أيضاً سوف يقال لمثل هذا الشخص: لتهلك معك حملتك لطلب أصوات المؤيدين، لأنك ظننت أن تقتني موهبة الله بالدسائس البشرية !!!!!!!!!!!!!!




المرجع: شرح أعمال الرسل ليوحنا ذهبي الفم، ترجمة القس أنجيلوس المقاري، إصدار مكتبة المحبة (منقول بتصرف وإعادة ترجمة)>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
              
                    نقلا عن

مدونــــــة آبائــــــيـة

الاثنين، 12 مارس 2012

من هوالمسيح من خلال القرأن







القران يشهد بقدرة المسيح علي الخلق وعلم الغيب وشفاء المرضي واقامة الميت وانة روح اللة وكلمة اللة
يصرح القرآن ويثبت بصورة واضحة بأن الله صار جسداً فى قوله فأرسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً ” سورة مريم 19 : 17 . هذا تصريح واضح من القرآن بأن روح الله هو الذى صار إنساناً كاملاً . و...هل روح الله هو غير الله أم نفسه ؟ عندما عجز المفسرون المسلمون عن فهم شخصية الروح القدس أصروا على أن روح الله هو ملاك الله . مع أن القرآن نفسه يثبت وجود الفرق الشاسع بين الملائكة وروح الله ، قائلاً ” تنزل الملائكة والروح ” سورة القدر 87 : 4 . ولو كان الروح هو الملائكة لما فصلت وفرقت الآية بينهما . فالملائكة هم خلائق الله وليسوا روح الله الذى هو من ذات الله فلا ينبغى أن تقلل من قيمة روح الله عندما نجعله خليقة مخلوقة كالملائكة . بينما الحقيقة هى أن روح الله هو ذات الله الخلاقة .
كما يشهد الاسلام شهادة صريحة بأن المسيح آله حق ، حسب تعاليم المسيحية . فالقرآن يدعو المسيح كلمة الله وروح فيه . وهنا نسأل : هل كان لله روح وكلمة قبل أن يخلق هذا العالم ؟ بالطبع نعم . ثن نسال سؤال آخر : هل الروح والكلمة هى ذات الله أم غيره ؟
إن قلنا أنهما غيره … . فهذا معناه شرك بالله . وإن قلنا أنهما مخلوقات وليس موجودين قبل الخليقة ، فهذا طعن فى أن الله هو الكائن الأزلى الحى الناطق . لأن الروح جوهر الحى والكلمة هى الفكر . إذا اتفقنا الآن على أن روح الله وكلمة الله هم ذات الله وهى منذ الأزل أى قبل الخليقة . وبما أن الاسلام قد لقب المسيح بأنه كلمة الله وروح منه ، فليس أمامنا إلا أن نعترف بأن المسيح هو الله . وهذا يطابق قول القرآن بأن المسيح ” روح منه ، فعندما فيقول القرآن ” إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ” سورة النساء 4 : 171 . هذا معناه أن المسيح عيسى بن مريم ( بالجسد ) رسول الله ” وكلمة الله ألقاها إلى مريم ” وروح منه ” أى روح من الله .
وربما تعترض فتقول ” عندما خلق الله آدم قال ” ونفخت فيه من روحي . فما الفرق إذاً ؟ هل معنى هذا أن آدم ابن الله أيضاً ؟ نقول : لا . لأن الفرق كبير جداً بين قوله عن المسيح
” وروح منه ” وبين قوله عن آدم ” نفخت فيه من روحي ” فآدم خلق من العدم . أما المسيح فقد ولد من عذراء بلا أب بشرى ، لذلك لزم الأمر أن يحل روح الله على مريم فيولد منها القدوس العلى ” المسيح ابن الله .
ما هي صفات المسيح ” كلمة الله ” ؟
لقد تميز المسيح بصفات الهية تشهد بأنه هو الله ” الابن ” الذى ظهر فى الجسد وولد من مريم العذراء بلا أب . ومن أهم هذه الصفات هى :
1 قدرة المسيح ” كلمة الله على الخلق :
قال القرآن ” ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شىء
سورة الألف 6 : 102 . ” إن ربك هو الخلاق العليم ” سورة الحجر 15 : 87
” إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له ” سورة الحج 22 : 73 هذه الآيات وغيرها في القرآن تقصر وتحصد الخلق في الله وحده . بل عندما أراد الله أن يقارن نفسه بالآلهة الاخرى استخدم خاصية الخلق وجعلها ميزة تجعله فوق كل الآلهة . وقد اعترف القرآن بصورة واضحة أن المسيح له هذه المميزة إذ قال المسيح عن نفسه فى سورة أل عمران 3 : 49 ” أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله ” وقال أيضاً فى سورة المائدة 5 : 11 ” وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني ” .
وقد جاء فى الكتاب المقدس أن المسيح ابن الله هو خالق العالمين ” الذى به أيضاً عمل على العالمين ” عبرانيين 1 : 2 وقبل عنه فى ذات الاصحاح ” وأنت يارب فى البدء أسست الأرض والسموات هى عمل يديك ” عبرانيين 1 : 10 .
وهنا يرد علماء المسلمين على هذا القول بأن الله أعطي المسيح هذه القدرة ، ولم يكن يمتلكها من عند ذاته .
أما ردنا عليهم فهو:
( أ ) حتى ولو أن هذا كان السماح من الله يكفى أنه الوحيد الذى أعطاه الله القدرة على الخلق ، بينما لم يعطى هذه القدرة
للرسول في الاسلام . بل أنه قال عن محمد ” إنك لا تسمع الصم والدعاء ” فهذا معناه أن الله منع عنه مجرد أن يعيد السمع للأصم .
( ب ) عندما نقرأ الأنجيل نجد أن المسيح كان يصلى قبل أن يصنع العجائب والمعجزات ، فكان كأنه يطلب الأذن من الله . ولكن الحقيقة بخلاف هذا فقد قصد بالصلاة قبل القيام بأى عمل هو أن يعلم أتباعه وبنى البشر أهمية إتباع السلطة وأهمية الطاعة واحترام المركز وأتباع الاوامر . فمع أنه “مساو للآب فى الجوهر ” إلا أنه كأبن يرجع إلى الآب .
وحيث أن القدرة على الخلق هى الميزة الخاصة بالله وحده ، وأن المسيح كانت له هذه الميزة إذا ” المسيح هو الله ” .
2 قدرة المسيح ” كلمة الله على معرفة الغيب
قال الله تعالى عن نفسه فى القرآن ” قل لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله ” سورة النحل 27 : 65 ” وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو سورة الأنعام 6 : 59 . فى الآية الأولى نرى أن الله يحصر قدرة معرفة الغيب .
على نفسه فقط . والآية الثانية تنفى على أى جنس من المخلوقات هذه القدرة . حتى الرسول نفى عن نفسه هذه القدرة . ” قل لا أقول لكم عندى خزائن الله ولا أعلم الغيب
” سورة الأنعام 6 : 5 . بينما نجد أن المسيح هنا يتعلم بضمير المتكلم ويقول ” وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون فى بيوتكم ” سورة آل عمران 3 : 49 فلو كان الله هو الذى منح المسيح هذه القدرة لكان هو المتكلم هنا . وهذا يعنى ان هذه القدرة فى يده ولم يكتسبها من أحد .
3 قدرة المسيح ” كلمة الله ” على شفاء المرضى
قال الرسول فى الحديث الصحيح ” اللهم لا شفاء إلا شفاءك ويقول المسيح عن نفسه ” وابرىء الأكمه والأبرص سورة آل عمران 3 : 49
4 قدرة المسيح ” كلمة الله على ٌإقامة الموتى
الله وحده هو صاحب سلطان الحياة والموت يقول القرآن ” وإنا لنحن نحي ونميت ونحن الوارثون ” سورة الحجر 15 : 23 وقال أيضاً إنا نحي ونميت والينا المصير ” سورة ق 50 : 43 ويقول المسيح عن نفسه ” وأحي الموتى بأذن الله ” سورة آل عمران 3 : 49 ونرى أن الكتاب المقدس قد ذكر أنه أحى لعازر يوحنا 11 : 43 44 . وأقام ابن أرملة نايين لوقا 7 : 14 15 وإبنة يايرس مرقس 7 : 14 15 وكثير من القصص التى لم تذكر كلها فى الكتاب .
5 قدرة المسيح ” كلمة الله على الرزق
يقول القرآن ” إن الله هو الرازق ذو القوة المتين ” سورة الذاريات 51 : 58 ويقول ابن كثير إن المسيح كان له كرامة أن يرزق حتى يشاء وتجلى ذلك عندما أطعم الخمسة الآف نفس بقليل من الخبز والسمك ( تفسير ابن كثير لسورة العمران وكتاب البداية والنهاية جزء 1 ص9 )
6 قدرة المسيح “كلمة الله على أن يقول لكل شىء كن فيكون
يذكر القرآن أنه من صفات الله
” إنما قولنا لشىء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ” سورة النحل 16 : 40
وقوله ” إذا قضى أمراً فإنما بقول له كن فيكون ” سورة آل عمرآن 3 : 47
هذه صفة فريدة بالله وحده ، وهي ليست كالخلق وقد تحققت فى المسيح فى حادثة تحويل الماء الى خمر كما يقول ابن كثير فى كتابه البداية والنهاية جزء 1 ص 85 كذلك تحقق من أمر البحر أن يهدأ فصار هدوء عظيم مرقس 4 : 39 40 .
7 قدرة المسيح ” كلمة الله ” على إدراك الأبصار دون أن تدركه هو
جاء فى سورة الأنعام 6 : 103 ” لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ” هذه صفة من صفات الله وقد تحققت للمسيح . يروى ابن كثير والقرطبى من أن المسيح كان ذات يوم على الجبل فأراد الرومان أن يقضيا عليه فمرق بينهم دون أن يدركوه بينما هو أدركهم وقال بذلك احمد بن خابط فى الفرق بين الفرق ( كتاب الملل والنحل للشهرستانى ص 27 ) .
ويذكر انجيل يوحنا بأن اليهود رفعوا حجارة ليرجموا المسيح ” أما يسوع فأختفى وخرج من الهيكل مجتازاً فى وسطهم ومضى هكذا ” يوحنا 8 : 59 .
8 قدرة المسيح ” كلمة الله على ضرب الأمثال .
جاء فى القرآن أن الله وحده الذى يقدر أن يكلم الناس بأمثال . ففى سورة النور 24 : 35 ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ” .
وفى سورة ابراهيم 14 : 25 وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتذكرون ”
” قال بن كثير . والقرطبى والزمخشرى فى الكشاف أن الله يستخدم الأمثال لكي يقرب للناس ما يريده حتى يقيم عليهم الحجة .
ونقرأ عن المسيح الكلمات ” فكلمهم كثيراً بأمثال ” متى 3 : 2 ” هذا كله كلم به يسوع الجموع بأمثال وبدون مثل لم يكن يكلمهم ” متى 13 : 34 .
9 قدرة المسيح ” كلمة الله على إرسال الرسل واعطاءهم سلطاناً وأيدهم بروحه .
جاء فى مطلع سورة يسى 36 :13 ” وإضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون . إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث … . ” ذكر ابن كثير وجميع المفسرين أن هذه القرية هى قرية إنطاكية وهؤلاء الرسل هم رسل المسيح وذكر اسماءهم وأنهم كان لديهم سلطان من المسيح ، ترى من من البشر كان يملك ذلك ؟ متى 10 : 5 8
هؤلاء الأثنى عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً الى طريق أمم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلوا بل أذهبوا بالحرى الى خراف بيت أسرائيل الضالة وفيما أنتم ذاهبون أكرزوا قائلين أنه قد أقترب ملكوت السموات أشفوا مرضى ، طهروا برصاً ، أقيموا موتا أخرجوا شياطين مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا “
10 المسيح ” كلمة الله هو الرحمن الرحيم
جاء فى سورة البقرة 2 : 163 ” والهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ” . وقد ذكر الشهر ستانى فى كتابه الملل والنحل … . والأزرقي فى دلائل النبوة أن المسيح كان على صورة الرحمن وكان رحيماً متحنناً على شعبه إذ أقام ابنة يايرس من الموت برحمته وترأف كثيراً على المرضي برحمته فخلق عينين لرجل ولد بلا عينين بوضع طين عليها لأن هكذا كانت سنة الله فى الخلق منذ الأزل ( كتاب الملل والنحل للشهر ستاني )
11 عبادة غير المسيح ” كلمة الله ” كفر وشرك
جاء فى سورة التوبة 9 : 30 31 ” قالت اليهود عزيز ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهنون قول الذين كفروا … . اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم ” قال بنى قتيبة أن هذه الآية مشكلة لأن فيها أن عبادة الله والمسيح فرض… ولا يفيد من دونهما أحد ، لذا فيجب أن يعرب المسيح كمفعول ثاني وليس مضاف حتى لا يوافق أهل الكتاب فى عقيدة تأليه المسيح .
12 سيأتى المسيح ” كلمة الله ” فى ظلل من الغمام .
جاء فى سورة البقرة 2 : 210 ” هل ينظرون الا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام . قال ابن الفضل الحدثى ان المقصود هنا هو المسيح الذى سيأتى يوم القيامة على الغمام وهو المقصود ” بقوله ” وجاء ربك والملك صفا صفا ” وهذا يوافق تماماً ما جاء فى سفر رؤيا يوحنا عن المسيح هوذا يأتى مع السحاب وستنظره كل عين ” رؤيا 1 : 7 .
13 سلطان المسيح ” كلمة الله على تغيير أوار الهية يجب إطاعتها .
نقرأ فى موعظة المسيح على الجبل فى متى 5 : 27 و 28 و 38 و 39 و 43 و 45 أن المسيح يقول ” قد سمعتم أنه قيل … . ” أما أنا فأقول لكم كلمة ” كل هذه الصفات الالهية انطبقت تماماً على المسيح : كلمة الله ابن الله وقد وافقت عليه الآيات القرآنية .
هل للمسيح ” كلمة الله حقوق آلهية ؟
أ حق المسيح ” كلمة الله ” فى الشفاعة
يتفق الرازى والجلالين والبيضاوى في تفسيرهم للآية التى جاءت في
سورة آل عمران 3 : 45 ” إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه عيسى ابن مريم …وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين ” وجيهاً في الدنيا بسبب النبوة والآخرة ” بالشفاعة وعلو الدرجة في الجنة .
بينما ينكر القرآن نفسه على الرسول حق الشفاعة فيقول في سورة التوبة 9 : 80 ” إستغفر لهم ، أو لا تستغفر لهم ، إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم “
ويفسر الجلالين والبيضاوى هذه الآية فيقولان ” إن استغفرت أو لم تستغفر ، أو إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم . معنى هذا أن شفاعتك لهم لن تنفع وبصراحة ولا حاجة إلى تفسير أو تعليق بقول القرآن فى الأية سورة الزمر 39 : 44 ” قل لله الشفاعة جميعاً فالله وحده هو الشفيع .
من كل هذا نستنتج أن
شفاعة الرسول لن تنفع لكن المسيح وحده هو الذى أعطى حق الشفاعة . وحيث أن الشفاعة لله إذاً هذا اعتراف واضح من القرآن بأن المسيح هو الله .
ب حق المسيح ” كلمة الله ” فى الدينونة .
قال القرآن عن الله ” إن الحكم الا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين
سورة الأنعام 6 : 57
وقوله أيضاً ”
فأصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين
” سورة الإعراف 7 : 87 .
وجاء عن المسيح على لسان الرسول فيما يرويه البخارى عن ابن عباس . ” لا تقوم الساعة حتى ينزل ابن مريم حكيماً عدلاً فيقضى بالحق ويمح الظلم ” فهذا الحديث يصرح بأن المسيح سيأتى دياناً عادلاً . وهذا يصادق تماماً قول المسيح عن نفسه فى يوحنا 5 : 22
” لأن الآب لا يدين أحداً بل قد أعطى كل الدينونة للابن ” وحيث أن الدينونة هى من سلطة الله وحده , ولايستطيع إنسان أن يشارك الله فى هذا الحق . فهذا معناه اعتراف صريح من القرآن بأن المسيح هو الله .
ج حق المسيح ” كلمة الله : فى أن يكون مصدراً للحياة .
يفسر الرازى وكذلك البيضاوى الكلمة ” روح منه ” فيقول ” سمى روحاً لأنه كان يحي الاموات والقلوب ” إذا فالمسيح بحسب إقرار القرآن لم يكن له سلطان لأحياء الاموات بالجسد فقط , ولكنه له أيضاً السلطان على احياء القلوب . وهذا ما يعلمه الكتاب المقدس لنا إذ يقول المسيح عن نفسه ” أنا هو القيامة والحياة من إمن بى ولو مات فسيحيا
” يوحنا 11 : 25 .
من هذا نرى أن الاسلام يشهد بصراحة ويصادق على ما جاء فى الانجيل بأن المسيح هو الشفيع الوحيد والديان ومصدر للحياة . وحيث أن هذه الصفات كلها من صفات المسيح الله إذاً المسيح هو الله .
ولكننا نفهم عنكم أنكم دائماً تقولون أن الله هو المسيح ، فهل هذا صحيح ؟ نقول هذا ادعاء كاذب بل نعتبره هرطقة إن قلنا أن الله هو المسيح . ولكن إن سمع هذا التعبير من بعض أتباع المسيحية فهذا لجهلهم بالكتاب المقدس والتعاليم المسيحية الصحيحة . لكننا نقول أن المسيح هو الله ، لآنه هو الأقنوم الثانى فى الثالوث الأقدس الله الآب ، الله الابن ، الله الروح القدس .
وقد هاجم القرآن هذه الهرطقة بآيات عديدة
نذكر منها البعض :
سورة الأنعام : 6 101
” بديع السموات والارض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة “
سورة يونس 10 : 68 ”
قالوا اتخذ الله ولداً سبحانه هو الغنى “
سورة مريم 109 : 35 ” ما كان لله أن يتخذ من ولد “
سورة مريم 109 : 88 و 90 91 ” وقال اتخذ الرحمن ولداً … . أن دعوا للرحمن ولداً وما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولداً “
سورة الأخلاص 112 : 3 ” قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ” تلك هى الأيات التى هاجمت فيها نسبة النبوة لله بولادة تناسلية . والمسيحية أيضاً بريئة من هذه العقيدة الفاسدة . وعندما حارب الاسلام هذا التعليم كان يحارب تعليماً غريباً . عن تعاليم المسيحية . فالمسيحية لا ترى هذه الحرب موجهة ضدها . فالمحاربة هنا لم تكن ضد ثالوث المسيحية ، بل هى بالعكس قد افادت المسيحية ووقفت فى صفها إزاء تعليمها عن الثالوث الأقدس لآنها على الأقل قد اثبتت إن هذا التعليم قديم يرجع عهده إلى ما قبل ظهور الاسلام .

السبت، 3 مارس 2012

*الشيخ "مصطفى راشد": القرآن لم يَقُل بتحريف الإنجيل أو التوراة

الشيخ "مصطفى راشد": القرآن لم يَقُل بتحريف الإنجيل أو التوراة، والمشايخ الجهلاء ضللوا الناس وحسابهم عند الله عسير




كلام الله من المستحيل لبشر تبديله، ولو حتى حرف، وكل ما يُشاع عن تحريف هذه الكتب لا أساس له شرعًا، وقد أتى ذكره من بعض المفسرين والمشايخ الجهلاء معطوبي العقل، وحسابهم عند الله عسير لأنهم ضللوا الناس، وكذبوا على الله..

قال الشيخ "مصطفى راشد"- أستاذ الشريعة، والحاصل على العالمية في الشريعة والقانون عام 1987 من كلية الشريعة والقانون فرع دمنهور، وعلى الدكتوراة في مقارنة الأديان- إن القرآن لم يقل بتحريف الإنجيل أو التوراة.


جاء ذلك في رده على سؤال من اللواء "محمد محمود" عبر موقعه الإلكتروني.

إستمراراً لمسيرة تصحيح التفسيرات والرؤى الخاطئة لنصوص القرآن الكريم ومقاصد الشريعة ، لعدم وجود رؤية شاملة لمجمل الكتاب عند البعض ، أو لفهم قاصرأو لعطب عقلى ، أو نابع عن رأى شخصى ، لمزاج أو هوى من مشايخنا القدامى ، وكذا لمواجهة من يتاجر بالدين عن جهل ، أو بغرض الوصول للسلطة وتحقيق مصالح ،أو رغبة شخصية، أو لطبيعة الشر والعنف الموجودة بداخله ، لذا نجتهد فى تقديم الرأى والفتوى ، ورداً على السؤال الوارد إلينا على موقعنا ، من اللواء - محمد محمود والذى يسأل فيه ويطلب الرأى و الفتوى عن حقيقة تحريف الإنجيل والتوراة ،وفى أى زمن تم التحريف ، وما السبب فى ذلك ، ولماذا سمح الله بذلك ؟
فى معرض ردنا ، نقول أن الآيات القرآنية المتعلقة بهذا الموضوع هى قوله تعالى فى سورة البقرة آية 75 ( أفَتطَمَعُونَ أن يُؤمِنوا لكُم وَقَد كَانَ فَرِيق مِنهُم يَسمَعونَ كَلَامَ اللهِ ثُم يُحرِفُونَهُ مِن بَعدِ ماعَقلوهُ وَهُم يَعلَمونَ ) ص ق ---- وقوله تعالى فى سورة النساء آية 46 ( منَ الٌذِينَ هَادوُا يُحَرِفُونَ الكَلِمَ عن مَوَاضِعِه وَيَقوُلُونَ سَمِعنَا وَعَصَينَا واسمَع غَيرُ مُسمَعٍ وَرَاعِنَا لَيَا بأَلسِنتهِم وَطَعنًا فى الدٌينِ ) ص ق .
وقوله تعالى فى سورة المائدة آية 13 ( فَبِماَ نَقضِهِم مِيثاقهُم لعَناهُم وجَعَلنَا قُلُوبهُم قاسِيةً يُحَرِفونَ الكَلِمَ عَنَ مواضِعه ونسوا حَظاً مما ذُكِرٌوا بِهِ ) ص ق .
وبالنظر لهذه الآيات ، برؤية مدركة لمعانى ومقاصد مجمل القرآن ، وسيرة رسوله ، وكذا أسباب التنزيل ، ومفردات اللغة ، ومعانيها ، وقواعدها ، نجد أن الآيات تتكلم عمن يحرفون الكلم عن مواضعه -- والضمير هنا عائد على رجال الدين اليهودى والمسيحى وليس الكتب ، الذين يحرفون الكلم بألسنتهم تأويلا ً وليا ، ولم تقصد الآيات النص فى ذاته مطلقا ، سواء كتاب الإنجيل أو كتاب التوراة ، حيث أن بها الحقيقة التى لايذكرها رجال الدين اليهودى والمسيحى ، -------------------------------------------- وتعضيداً لتفسيرنا نستشهد بقوله تعالى فى سورة الأنعام آية 34 ( وَلَقَد كُذِبَت رُسُل مِن قَبلِك فَصَبَروا عَلَى مَاكُذِبُوا وأُوذوا حَتى أتَاهُم نَصرُنا ولامُبدِلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ولقد جاءك من نَباءى المُرسَلينَ ) ص ق .
وايضا قوله تعالى فى سورة الأنعام آية115 ( وَتَمت كَلِمَتُ رَبِكَ صِدقاً وَعَدلاً لا مُبَدِلَ لِكَلِماتهِ وهو السَمِيعُ العَلِيمُ )ص ق .
وقوله تعالى فى سورة يونس آية 64 ( لَهمُ البُشرىَ فى الحياةِ الدُنيا وفى الأخرة ِ لا تَبدِيلَ لِكَلِماتِ الله ذلك هو الفوزُ العظيمُ ) ص ق
وايضا قوله تعالى فى سورة الحجر آية 9 ( إناَ نَحنُ نَزٌلنا الذِكرَ وإنا لهُ لَحَافِظون َ ) ص ق – وقوله تعالى فى سورة الكهف آية 27 ( وَاتلُ مَا أوحِىَ إلَيكَ مِن كتاب ِ رَبِكَ لا مبدل لِكَلماتِه ولن تجدَ من دونِهِ مُلتَحَداً )ص ق .
ولأن هذه الآيات واضحة ، لالبس فيها ،حيث تؤكد إستحالة تحريف كلام الله بِلَا النافية نفياً قطعياً ، لذا يقال عن تلك النصوص أنها قطعية الدلالة، لوضوحها ، فهى لا تحتمل التأويل أو التورية ، أى أن كلام الله من المستحيل لبشر تبديله ، ولو حتى حرف منه ، ومن يقل بغير ذلك ، فقد كفر لإنكاره معلوم من الدين بالضرورة قطعى الدلالة ، علاوة على أن الرسول ( ص ) لم يقل أبداً بتحريف رسالة الإنجيل والتوراة ، ولم يرد عنه أى حديث صحيح متواتر يقول بذلك ، وكل مايشاع عن تحريف هذه الكتب لا أساس له شرعاً ، ولكن أتى ذكره من بعض المفسرين والمشايخ الجهلاء معطوبى العقل ، وحسابهم عند الله عسير لأنهم ضللوا الناس ، وكذبوا على الله ،
كما أن القرآن به 7 آيات تُعظم فى الإنجيل و 8 آيات تُعظم فى التوراة ،فكيف يستقيم الأمر .
لذا علينا ألا نستمع للجهلاء ، الذين يكذبون على الله ويضللون الناس ، ظلماً وبهتانا ، فيسقط من يتبعهم دون أن يدرى ، وهو يتهم الله بالتقصير ، وعدم القدرة على حفظ كلامه ، وهو الكفر بعينه -- حمانا الله من هذا الشرك وهذا الإثم العظيم .
هذا والله من وراء القصد والابتغاء—والله المستعان .



http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=297504



وصله الي موقع الشيخ